إذا لم تعجبك هذه الأرض فاذهب وعش في غيرها، أنت لا تختر أين تولد ولكن تختار أين تعيش، وتؤكد هذا الاختيار ببناء أسرتك، أن تكون أسرة يعني أنك أكثر من موافق علي العيش في هذا البلد بل إنك ارتضيت هذا المكان لعائلتك.
ففكر جيداً قبل أن تُقدم علي هذا الفعل؛ لأنه باختيارك أنت لا تأخذ الجيد فقط بل تأخذ السيئ أيضاً.
إذ إنَّ لو لم تعجب بالبلد الذي ولدت فيه فعليك بأن:
أولاً أنت تركة، ثانياً أن تغير رأي سكان هذا المكان في ما يكن عادل أو جيد أي إن تقنهم بوجهة نظرك في الحياة، ثالثاً أن تتأقلم مع هذا المكان، رابعا أن تشتكي وتبكي بقية حياتك، خامساً أن تقتل نفسك وهذا أضعف الحلول لأضعف الناس.
حياة سقراط تضرب لنا مثل في هذا الأمر في محاورته الرائعة مع صديقة المُخلص كريتو.
كريتو يدخل لصديقه العزيز سقراط في محبسه، غدا ستموت يا سقراط دعنا نهربك أنا وأصدقائك علي أستعداد لتهريبك بأي مبلغ من المال، ولكن سقراط يأبى الهرب؛ فهو الذي أختار أثينا ورضي بالعيش فيها سواء كانت تعطيه الحياة أو تسلبها منه، وبالفعل مات سقراط، رفض تدمير أثينا والخطي علي قانونها من أجل حياته.
أكمل أختياره بشجاعه حتي ولو أدي إلي موته وهذا ما حدث.
دعني يا كريتو لأنفذ إرادة الآلهة وأتبعها أينما ذهبت.
سجن سقراط، أثينا
سقراط، القرن الثالث عشر الميلادي، مصور سلجوقي
موت سقراط، بريشة الفنان الفرنسي جاك-فيليب جوزيف
Comments
Post a Comment