کیومرث
الشاهنامه دائما ما تأخذني إلى عالم أخر، فهذه الملحمة من أوائل الأدبيات التي تعرضت لها، قد أوفي إليها بعض من حقها بأن أكتب عنها قليلا.
ستكن البداية بكيومرث وأنتهي بيزگرد.
عهد كيومرث
كيومرث هنا الملك الأول للعالم وليس إيران فقط، ولكن في قصة الخلق الزرادشتية كيومرث هو الإنسان الأول وهذا يناسب معني اسمه في الفارسيه الأفستيه "الكائن البشري".
لن أتطرق إلي شخصية كيومرث في الكتابات ما قبل الشاهنامه، وسوف ابقي مع الشاهنامه عموما مع كل الشخصيات.
كيومرث علي عرشة
القصة
كيومرث أصبح حاكم العالم لا أعرف كيف حيث إن فردوسى لم يذكر، بعد أن أصبح الحاكم علي الكائنات بني عرشه علي الجبال، وعلم الناس كيف يحضروا الطعام والملابس، ملابس من جلد النمور.
سيامك كان ابن كيومرث وقد أحبه كيومرث لدرجة جعلته لا يتقبل فكرة تفرقهم عن بعض. سيامك كان محبوبا في كل المملكه ولم يكن له أعداء عدا عدو واحد "اهرمن".
اهرمن جهز جيش لقتل سيامك وأمر الشيطان الأسود بتلك المهمة.
الملاك سورش ظهر لسيامك وحذرة من هذا الشيطان، للأسف جاء هذا التحزير متأخرا فقد وضع الشيطان أنيابه في جسد سيامك ولم تكن هناك دروع بعد "يد الشيطان تركت شعبة وأرضة بلا ملك".
كيومرث ندب لأعوام وكل مملكته، ونزل عن عرشه وظل يضرب راسة، حتي تنكر سورش في هيئة رجل يرتدي جلد نمر وقال لكيومرث
"لا تندب. عد إلي عقلك، وأجمع جيشا لتهزم هذا الشيطان اللعين".
جمع كيومرث جيشه من كل كائنات المملك وقاد الجيش هو وحفيده هوشنك، التقي الجيشان وانهزمت الشياطين، وقتل كيومرث الشيطان الأسود بيديه، وبعد ذلك نام كيومرث علي فراش الموت بعد حكم ثلاثين عام وقال لحفيد "لن تجد من يعرف مجد كيومرث وعرشه عندما عاش، علم الناس كيف يزدهروا، لكن العالم كقصة نسمع شرور الرجال وننسي مجدهم.
تحليلي لكيومرث
كيومرث هو بداية تشكل الوعي الإنساني وخطي أولى الخطوات ناحية التحضر؛ حتي ولو كانت في صورة بسيطة في حالة كيومرث، فهو الإنسان الأول أو الدرجة الأولي من الوعي الذي به أدركنا أننا يمكن أن نرتدي جلود الحيوانات وأن الطعام يمكن أن يحضر بالصيد بدلا من الاعتماد علي الثمار.
سيامك هو الطبيعة التي لازال كيومرث يخاف الانفصال عنها، ولكن تلك الطبيعة تفني كلما زاد وعي كيومرث وانفصاله عنها بتكوينه أفكار غيبة وهنا نأتي إلي أهرمن والشيطان الأسود وسورش.
سورش
اهرمن والشيطان الأسود هم الشر، وسورش أيضا كتمثيل للخير والضمير لا وجود لهم عند سيامك؛ فسيامك هو الطبيعة والطبيعة لا خير عندها ولا شر، فكان لابد من انفصال كيومرث عن أحدهم، إما الطبيعة أو الحضارة بأفكارها الغيبية، وفي هذا الصراع مات سيامك.
Comments
Post a Comment